عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: قصص من قرع أبواب السماء 1/11/2011, 18:01
ذكر أحدُ العارفينَ عن ابن القيم رحمةُ الله عليه أنه رأى في بعضِ السكك باباً قد فُتح ، و خرجَ منه صبيٌّ يستغيثُ و يبكي ، و أمُّه خلفَه تطردُه حتى خرجَ فأغلقتِ البابَ في وجههِ و دخلتْ ، و ذهبَ الصبيُّ غيرَ بعيد، ثم وقفَ مفكِّراً ، فلم يجدْ مأوىً غير البيت الذي أُخرج منه ، و لا مَنْ يأوي إليه إلا والدته .. رجعَ مكسورَ القلبِ حزيناً ، فوجدَ البابَ مرتدّاً مغلقاً ، فتوسَّد و وضعَ خدَّه على عتبة الباب فنام ، حتى خرجتْ أمه ، فلما رأته على تلك الحال لم تمتلك إلا أنْ رمتْ بنفسِها و التزمتْه و أخذتْ تُقبِّله و تقول : يا ولدي ، أين تذهب عني ؟ مَنْ يؤويك سواي ؟ ألم أقل لك لا تخالفني ؟ ثم ضمَّته إلى صدرها و أدخلتْه إلى بيتها تأمَّلوا في هذه الأم و في قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الله جل و علا أرحم بعباده من الوالدة بولدها ) فأين تقعُ رحمةُ الوالدة منْ رحمةِ الله التي وسعتْ كل شيء ؟ وقفْنا ببابكَ يا ذا الملك * و قفْنا ببابك و الملكُ لك و جئناك نطوي قفارَ السُّهاد * و ما خابَ ياربّ مَنْ أمَّلك إنَّ الله جلَّ و علا العفوُ أحبُّ إليه منَ الانتقام ، و الرحمةُ أحبُّ إليه منَ العقوبة ، سبقتْ رحمتُه غضبَه ، و حلمُه عقوبتَه .. الفضلُ أحبُّ إليه منَ العدل ، و العطاءُ أحبُّ إليه منَ المنع إذاً بادرْ أخي بقرعِ الباب .. و أنت الذليلُ الحقيرُ .. و اضرع إلى العليِّ الكبير ..تضرُّع الأسير بقلبٍ كسير ، و قل : يا إلهَ العالمين .. يا أكرمَ الأكرمين .. عبدُك أسيرُ الخطايا .. صاحبُ الهفوات و الرزايا .. واقفٌ بابك .. يقرعُ أبوابَ رحمتِك .. الخيرُ دأبك ، و الحكمُ حكمُك ، و أنتَ أرحمُ الراحمين
مملكة الرومانسية .
عدد المساهمات : 1842 تاريخ التسجيل : 22/08/2011 الموقع : مملكتي مرتاح mms :
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 3/11/2011, 23:36
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 16/11/2011, 14:16
ذكرُ صاحبُ كتاب الفرج بعد الشدة و الضيقة في الجزء الخامس قصةً أذكرُها بتصرُّف عن رجلٍ منْ أهل هذه البلد ، جلس في السجن خمسةَ عشرَ عاما خلفَ القضبان ، و في ليلةٍ من الليالي بعد أنْ أرخى الليلُ سدولَه وجد نفسه في زنزانةِ السجن .. اتُّهم بالقتل ، و حُكم عليه بالقصاص .. كيف كان ذلك ؟ قال : ما إنْ وصل من دورة عسكرية ، و كانت الفرحةُ ترفرفُ بقلبه و مشاعره ، و كان يحدث نفسه عن ليلة الأنس و وقت اللقاء بالأطفال و الأقارب و الأحباب و بعد وصوله بثلاث ساعات و الابتسامة تعلو شفاه الأسرة ، و يداعب الأطفال .. فجأة و بدون مقدمات جاء من يطرق الباب بشدة ، فخرجت ، فإذا برجال الأمن يسألون عني بالاسم كاملا ، فطلبوا مني مرافقتهم للشرطة ، و كنتُ لحظتَها مطمئناً قال : كانت المفاجأة المدوية ، و التي هزَّت كياني ، و أفقدتني القدرةَ على التعبير ، حيث وجه الضابط المناوب تهمة القتل العمد لي ، قال أنت قتلت المواطن فلان بن فلان و أنت مطلوب للعدالة يقول : اسودَّت الدنيا بعيني ، و فقدتُ اتزاني و لم أصدق ما أسمع ، حاولت إقناع نفسي أن التهمة قد تكون لغيري و أن الاسم مشابه ، أو أن هناك سوء فهم أو أي خطأ .. لكنَّ المفاجأة زادت اتساعا بعد التحقيق معي بشكل جاد ، و أدخلت الزنزانة و ازدادت المصيبة بعد أن أوضح لي المحققون أن إنكاري لا يقدم و لا يؤخر لأنَّ الشهود موجودون و يؤكدون صدق التهمة ، و أنني القاتل الحقيقي يقول : واصلتُ بالدفاع عن نفسي ، و محاولات تبرئةِ نفسي ؛ حتى تمت إحالتي للقضاء ، و لقد ظهرَ لي أشخاصٌ لا أعرفُهم شهدوا أنني القاتل ، و الأدهى منْ ذلك أنني - و ربي - لا أعرفُ القتيلَ و لا أعرفُ الشهودَ و جلستُ في السجن خمسةَ عشرَ عاماً لأنَّ أبناءَ القتيل قُصَّر ، فبعدَ مرور هذه السنوات لم يعفُ الأبناءُ و لا الوكيلُ الشرعيُّ ، بل طالبوا بالقصاص ، و بعد خمسةَ عشرَ عاماً منَ الهمِّ و الغمِّ و الآلام و المعاناة جاءتِ المفاجأةُ الكبرى ، ففي صباح يوم الجمعة طلبَ مني رجالُ الأمن الاستعدادَ لكتابة الوصية ، و أبلغوني أنَّ هذا آخر يوم في حياتي ، و أنَّ وقتَ التنفيذ للقصاص عليَّ حان وقته ، و لقَّنوني الشهادة ، و كتبوا صكَّ الوصية بعد ذلك اقتادوني إلى ساحة القصاص ، و كانتِ الجموعُ كبيرة كبيرة ، و رجالُ الأمن قد عملوا سياجاً كبيراً حول الساحة ، و كان ذكرُ الله لا ينقطعُ عن لساني ، و تمَّ تثبيتي بالعمود ، و إغلاق عيني ، و بدأ المسؤولُ في تلاوة البيان يقول : و في هذه اللحظاتِ ذكرتُ الله و دعوتُه ، و قلتُ : ربي .. ربي إنني مظلومٌ ، و أنتَ وعدتَ ، و أنت الصادقُ في وعدِك ، و أنتَ تسمعُ دعوةَ المظلوم ، و أنا مظلومٌ و أنتَ علَّامُ الغيوب ، فوَّضت أمري لك ، لا إله إلا أنت لا شريك لك قال : و الله لم أكملْ دعائي أثناءَ تلاوة البيان حتى سمعتُ أصواتاً عاليةً ، و صراخاً مرتفعاً ، و سمعتُ صوتَ رجلٍ يقول : لا تقتلوه ، أنا القاتل .. لا تقتلوه ، أنا القاتل سبحانَ مَنْ يسمعُ نداءَ المظلومين .. سبحانَ مَنْ يسمعُ أنات المضطهدين يقول : و تبعَ ذلك أصوات كثير ة ، لم أعد أسمعُ ما حولي ، و توقَّف البيانُ عن التكملة ، و سمعتُ أحدَ رجال الأمن يقول : هؤلاء الشهود يعترفون أنهم القتلة ، و سمعتُ آخرين يطالبون بسرعة تنفيذ القصاص و استمرَّ الجدلُ طويلاً ، فبقيتُ في مكاني ، مكتوفَ الأيدي ، مربوطَ القدمين ، و العيونُ مغطاةٌ ثم يقول : اتَّضحَ الحقُّ ، و زهقَ الباطلُ ، و أنطقَ الله الشهودَ في آخر لحظةٍ يقول : فجاءَ الأمرُ في إيقاف القصاص بي ، و خرجتُ إلى الدنيا مرةً أخرى كمولودٍ جديدٍ لا إله إلا الله و لرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ذرعاً * و عند الله منها المخرجُ ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتُها * فُرِجَتْ و كنتُ أظنُّها لا تُفرجُ لا إله إلا الله هو ناصرُ الضعيف ، و مفزعُ كلِّ ملهوف لا إله إلا الله مَنْ تكلمَ سمعَ نطقَه ، و مَنْ سكتَ علمَ سِرَّه ، و مَنْ عاشَ فعليه رزقُه ، و مَنْ ماتَ فإليه منقلبُه لا إله إلا الله مَنْ دعاه أجابَه ، إذا أراد شيئاً قال له : كنْ فيكون ما بين طرفةِ عينٍ و انتباهتِها * يغيِّر الله منْ حالٍ إلى حالِ
شموخ انثى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1377 تاريخ التسجيل : 07/09/2011 الموقع : سطح القمر ^_^ عادي
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 18/11/2011, 09:10
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 22/11/2011, 13:33
جاءتِ امرأةٌ إلى بقيّ الأندلسي فقالتْ له : إنَّ ابني قد أسرتْه الإفرنجُ ، و إني لا أنامُ الليلَ منْ شوقي إليه ، فليسَ لي ليلٌ و لا نهار ، و لا صبرٌ و لا قرار فقال : انصرفي حتى ننظر في ذلك إنْ شاء الله ، و أطرق الشيخ و حرك شفتيه يدعو الله لولدها بالخلاص فذهبت ، فما كان غير أيام حتى جاءتْ و ابنها معها ، فقال - اسمع خبرَه يرحمُك الله - فقالَ : كيفَ كانَ أمرُك ؟ قال : إنني كنتُ فيمَنْ يخدمُ الملكَ ، و نحنُ في القيود ، و بينما أنا ذاتَ يومٍ أمشي إذ سقطَ القيدُ منْ رجلي ، فأقبلَ عليَّ الموكَّل بي فشتمَني ، فقال : أفككتَ القيدَ ، قلتُ : لا ، قال : مَنْ فكَّ القيدَ منْ رجليك ، فقلتُ : و الله لا أدري ، و لكنْ سقط و لم أشعر فجاؤوا بالحداد ، فأعادوه مرةً أخرى ، و سمَّر مسمارَه ، و قيَّد رجلَه ، ثم يقول : قمت ، فسقطَ مرةً أخرى ذلك القيد ، قال : فسألوني ، قالوا : هل لك والدة ؟ قلتُ : نعم قالوا : اتركوه و أطلقوه فإنَّ خلفَ هذا دعوةٌ مستجابةٌ .. إنَّ خلفَ هذا دعوةٌ مستجابةٌ فيقول : و أطلقوني فسأله الشيخ عن الساعة التي سقط القيدُ منْ رجليه ؛ فإذا هي نفس الساعة التي دعا له فيها الشيخ و إني لأدعو الله و الأمر ضيق علي فما ينفك أن يتفرجا فرب فتى ضاقت أصاب له في دعوة الله مخرجا لا إله إلا الله ( و إذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعانِ ) لا إله إلا الله قريبٌ .. يسمع و يجيب ، و يعطي البعيد و القريب ، و يرزق العدوَّ و الحبيب لا إله إلا الله قريبٌ .. يغيثُ اللهفان ، و يشبعُ الجوعان ، و يسقي الظمآن ، و يتابعُ الإحسن لا إله إلا الله قريب .. عطاؤه ممنوح ، و خيرُه يغدو و يروح ، و بابُه مفتوح ، حليمٌ كريمٌ صفوح لا إله إلا الله قريبٌ .. يدعوه الغريقُ في البحار ، و الضالُّ في القفار ، و المحبوسُ خلفَ الأسوار ، كما دعاه عبدُه في الغار لا إله إلا الله قريبٌ .. فرجُه في لمحة البصر ، و غوثُه في لفتة النظر ، المغلوبُ إذا دعاه انتصر ، اطلعَ فستر ، و علمَ فغفر ، و عُبدَ فشكر لا إله إلا الله قريبٌ .. جوادٌ مجيد ، لا ضِدَّ له و لا ندَّ و لا نديد ، أقربُ للعبد و ربي منْ حبل الوريد ، على كلِّ نفس قائمٌ و شهيد ، محمودٌ ممدوحٌ حميد لا إله إلا الله قريبٌ .. دعا المذنبين للمتاب ، و فتحَ للمستغفرين الباب ، و رفعَ عن أهل الحاجات الحجاب ، فهلَّا قرعتمُ الباب ، و ناديتمُ العزيز الوهاب ، كما دعاه عبده يونس فجاءه الجواب ( فنادى في الظلمات أنه لا إله إلا أنتَ سبحانك إني كنتُ منَ الظالمين ) فماذا كانتِ الإجابة ؟ - اسمعوا الإجابة - قال الله : ( فاستجبنا له ) استجابَ الله له بعد أنْ سمعتِ الملائكةُ صوتَه فقالتْ : صوتٌ معروفٌ ، منْ عبدٍ معروفٍ ناداه في ظلماتٍ ثلاث : في ظلمة الليل ، و في ظلمة البحر ، و في ظلمة الحوت فسبحان مَنْ سمعَه منْ قعر البحار ، و هو على عرشه واحدٌ قهار و نادي إذا سجدتَ اعترافا * كما ناداه ذو النون بن متى و أكثرْ ذكرَه في الأرض دأبا * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا لا إله إلا الله ( يسأله مَنْ في السموات و الأرض كلَّ يومٍ هو في شأن ) أين أنتم يا أهلَ الحاجات ؟ أين المرضى ؟ أين المديونون ؟ أين المستضعَفون ؟ لماذا طرقتم الأبوابَ كلها و نسي الكثيرُ منكم بابَ الله ؟ لا تسألنَّ بني آدم حاجة * و سلِ الذي أبوابُه لا تُحجبُ الله يغضبُ إنْ تركت سؤاله * و بني آدم حين يُسأل يغضبُ
المهاجر წ۩ਝ المستشار الإسلامي ਝ۩წ
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 23/11/2011, 17:20
جاءَ في روايةٍ أنَّ سعيدَ بنَ عنبسةَ قال : بينما رجلٌ جالسٌ يعبثُ في الحصى و يحذفُ به ، قال : إذ رجعت حصاةٌ فدخلتْ في أذنه فبقيتْ مدةً منَ الزمن ، و هي تؤلمه ، و بينما هو ذات يوم جالسٌ إذ سمعَ رجلاً يقرأ : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء ) فقال ذلك الرجل : يا رب يا رب أنت المجيب و أنا المضطر فاكشف ما بي من ضر أنت المجيب و أنا المضطر فاكشف مابي من ضر فنزلتِ الحصاةُ منْ أذنه ، نزلت الحصاةُ في الحال ، و صدقَ رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم قال في حديث ابن عمر : ( الدعاء ينفع ما نزل و ما لم ينزل ) فعليكم عبادَ الله بالدعاء
المهاجر წ۩ਝ المستشار الإسلامي ਝ۩წ
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 24/11/2011, 13:22
و هذا رجل صلَّى معي في المسجد قبل تسعة أو عشرة أعوام صلاة العشاء ، فإذا بي ألحظُ أنه يبكي طوالَ الصلاة بكاءً لفتَ أنظارَ الجميع ، و بعد الصلاةِ التفتُّ فإذا به غريبٌ عن المسجد ، و مازال في بكائه ، صليتُ السنةَ الراتبةَ ، و سلَّمتُ عليه ، و سألتُه عن سبب بكائه ، فأخبرني بتلك القصة يوم قال بأنه منْ أهل الشمال في هذه المملكة المباركة ، و أنه قد أصيبَ بحادثٍ قبل تسع سنوات منْ حديثه لي .. قال : أصبتُ على أثر ذلك الحادث بشلل في قدميّ ، لم أترك طبيباً و لا مستشفى - يقول - و لا علاجا و لا دواء إلا طرقتُ بابه في المملكة و في خارجها ، و كلما ذهبتُ إلى طبيبٍ قال لي بأنَّ حالتك ميؤوسٌ منها ، فيقول : فقدتُ الأملَ منَ الناس ، و لكنْ بقي الأملُ متعلقاً بربِّ الناس سبحانه و تعالى يقول : أرادَ الله أنْ يكونَ لذلك سبباً ، جلستُ في المجلس الذي أجلسُ فيه متمدداً كعادتي ، و كانَ عندي أحدُ الأطفال الصغار الذي يحبو و يلعبُ في الغرفة يقول : و أدخلَ عليَّ أهلُ البيت القهوةَ و الشايَ في صينيةٍ وُضعتْ على درج مرتفع ، فإذا بالطفل يحبو و يتقدم إليها ، فما كانَ منه إلا أنْ شدَّ تلك الصينية نحوه ، فانسكبتْ عليه ، فقمتُ فزعاً منْ مكاني خائفاً ، فما كان مني إلا أنْ أحسستُ أنَّ رجلي تتحركُ ، فمشيتُ أربعَ خطواتٍ أو تزيد ، و دخلَ عليَّ أهلُ البيت ، فلما رأوني قد قمت منْ مكاني ماشياً جلسوا يبكون ، و لا أدري هل كان فرحاً على ممشاي أو حزناً على ذلك الطفل الذي سُكِبَ عليه ذلك الحار قال : و قبلها يعلمُ الله كنتُ أدعو الله أنْ يمنَّ عليَّ بالشفاء ، فجاء الفرجُ و الإجابة : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء ) إي و ربي فاشتدْ يديكَ بحبلِ الله معتصما * فإنه الركنُ إنْ خانتك أركانُ
المهاجر წ۩ਝ المستشار الإسلامي ਝ۩წ
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 10/09/2011 رايق
موضوع: رد: قصص من قرع أبواب السماء 28/11/2011, 14:42
و حدثني أحدُ الثقات مؤذنٌ لأحد المساجد في الرياض عن جارٍ لهم أنهم أصيبَ بشللٍ نصفي ، و قد انشل لسانُه تماماً ، فتعطَّل عن الكلام و الحديث يقول : و في يوم من الأيام زرنا ذلك المريض بعد أنْ أمضى مدةً منَ الزمن فإذا به يتكلم و ينطق و يحرك لسانه بطلاقة ، فسألناه ، فقال ذلك الرجل اسمعوا يا مرضى .. اسمعوا يا مَنْ أنتم على الأسرة البيضاء قال : فسألناه عن ذلك فقال : إنني اتجهت بأكفي إلى السماء ، و لم أستطع أنْ أتكلمَ و لا أحرِّك لساني و لا بحرف ، لكنَّ لسانَ قلبي نادى ربه ، و دمعتْ عيناي ، و ذرفتْ دموعي على خدي ، و كنتُ أقولُ وقتها : اللهم إنَّ لساني تعطَّل عن ذكرك .. اللهم حرِّك لساني و اجعله ينطق بالذكر و الشكر و الاستغفار .. اللهم أعدْ إليَّ كلامي حتى أستطيعَ أنْ أسبِّحك و أستغفرَك و أذكرَك فقال : ما هي إلا أيام و يأتيني الفرجُ منْ ربِّ الأرض و السماء ، ثم تكلمتُ و نطقَ لساني أين أنتم أيها المرضى ؟ أين أنتم يا أهلَ الأسرة البيضاء ؟ يا مَنْ امتلأتِ بكمُ المستشفيات ، و ضاقتْ بكمُ العيادات .. يا مَنْ سهرتْ عيونكم منَ الأنين ، و تعبتْ أجسامكم و أجسادكم منَ البكاء و الآلام و الحنين لماذا لجأتم للناس و ذهبتم للسحرة و المشعوذين ، و طرقتم الأبوابَ كلها ؟ هل يا تُرى نسيتم بابَ الكريم الذي يسمع دعاء المريض ؟ فعليكم بالدعاء فهو منْ أنفع الأدوية ، فالدعاءُ عدوُّ البلاء ، يدافعُه و يعالجه أو يمنعُ نزوله ، و يرفعُه أو يخففه إذا نزل ، و هو سلاحُ المؤمن ارفع أكفك إلى السماء .. و اقرع بابَ السماء بمفاتيح الدعاء ، و قل يا أرحمَ الراحمين فقد جاء في حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - كما خرَّجه الحاكم في المستدرك و صححه - يقول أنه قال : إنَّ لله ملكا موكَّل يؤمِّن و يقول : ( يا أرحم الراحمين فمَنْ قالها ثلاثا ، قال الملك له : إنَّ أرحمَ الراحمين قد أقبل عليك فاسأل ) قال العباس بن مصعب حدثنا بعض أصحابنا قال سمعت أبا وهب يقول : مرَّ ابنُ المبارك برجلٍ و قال له : أسألك أنْ تدعوَ لي أن يرد الله علي بصري ، فدعا الله فرد الله عليه بصره و أنا أنظر من الذي يفزع إليه المكروب ، و يستغيث به المنكوب ، و تصمد إليه الكائنات ، و تسأله المخلوقات ، و تلهج بذكره الألسن ، و تألهه القلوب إنه الله الذي لا إله إلا هو أحسنُ الأسماء ، و أجمل الحروف ، و أصدق العبارات ، و أثمن الكلمات ، هل تعلم له سميا الله فإذا الغنى ، و البقاء ، و القوة ، و النصرة ، و العز ، و القدرة ، و الحكمة ، و الجلال ، و العظمة ، و الهيبة ، و الجبروت الله