ما بك!
أتتعبك الوحدة بعدي!
أنا أتعبتني آلاف المرات معك ..
فبربك كف عن الشكوى ..
فالوحدة بعد أن هجرتك أفضل بكثير من أن تشعر بأن العالم كله وطنك
.. ومع من تحب لا تشعر إلا بالغربة
عندما كنت معك كنت أشغل نفسي عن شعوري بالوحدة بأن أسرد لك أسباب حبي لك
وأنا الآن اعترف بأنها كلها كانت عن رجل صنعته بخيالي
ربما كنت أكررها مرارا وتكرار كي أقنع نفسي بأن هناك أسباب أقوى من شعور الوحدة الذي كنت أظنه مزعوماً
كيف تطالبني بالولاء لوطن لم يشعرني يوما أنه أهلي وأنه مني وأني منه
ماذا تريد وطيفك كل يوم يذكرني بك ..
بالبرودة التي كانت تسري في أحشائي كلما كنت معك
كنت تستغرب التصاقي بك فضلا عن أنه كان يضايقك
أما أنا فكنت أبحث عن الدفء الناتج عن مشاعر حبيب مشاعر حبيب
لم أرد لهيب شوق يسعدني ويحرقك .. فقط قليل دفء
وعندما غدوت قارصة كليلة شتاء في صحراء موحلة لا ترحم
وبدأ الناس ينفضون من حولي
آثرت الرحيل .. فبعتك واشتريتهم لأنك كنت كثيرا ما ترهنني إلى حين تحتاج بعض الدفء مني
فتعيدني طالبا دفئي
رحلت لأني خشيت أن أغدو مثلك خالية من كل شيء إلا البرودة
فلا تسمعني كلماتك المعتادة ووعودك التي ماعادت تغويني
جل حديثك مستهلك فهو نابع من شخص مستهلك
فكم امرأة قبلي ومعي وبعدي عرفت
وكم امرأة قبلي ومعي وبعدي جربت
استهلكتك النساء حتى بت أقرأ على جبينك جملة (غير صالح للإستخدام)
وأنت تعرف أني لا أحب الأشياء الرثة
عرفت الكثير حتى صارت امرأة ببراءتي لا تكفيك
تحتاج براءتها بين الفينة والأخرى
وأنا أريد رجلا يحتاجني بكل شيء
بعقلي وعاطفتي وبراءتي ولهيبي
استنفدت لهيب حبي لك بزمهريرك
حتى أصبحت خالية من كل حب نحوك
ولاأملك إلا ذات الزمهرير لأقدمه لك..
فماذا يعني إن شعرت بالوحدة من بعدي؟
جربتها قبلك معك..
جربها الآن
وأخبرني
بخالقك وخالقي أليست موجعة؟
أليست باردة؟
فكيف إذا لم تشعر بها إلا مع من تحب؟
أيعقل أن تعود إليه فتعاودك الوحدة؟
بين أزهار البنفسج
عندما صليت لخفي اللطف أن يلطف بي ويخلصني من الأمور التي تنهكني
..
كنت أنت أول من تخلصت منه