غريب هذا المساء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




غريب هذا المساء

بـِ عَزفِهِ عَلى وَترِ هَواجِسي

وَ أَنْتَ غارِقٌ بـِ بَحْرٍ مِنْ أَحْزان

يَسودُ عَلى زُرقَةِ أَلْحاظِكَ

فـَ أَدْكَنَّ فيها السَّناء

يَحْمِلُكَ قارِبٌ مِنْ الْهَمـِّ

يَتَلاعب بـِ صَفو الْفؤاد

بـِ زَمَجرةِ رِياحهِ الْعتيِّةِ السَّوداء

أَراهُ يَتَلبَّسُ مِنْ حَولِكَ

ليلٌ ديجوجي الوشاح

مُحيلاً نَدَى الْبَراءَةِ بـِ وَجْنتيكَ

إِلى قفرٍ مِنْ الرَّاحَةِ خواء

آهةٌ حارِقَةٌ

أَصبَغَت شَهد شَفَتيكَ بـِ مَرارَتِها

وَ اِختَرَقت قَلبي

لـِ تَستَقر بـِ شَراييني الْمُشبَّعةِ

بـِ تَمائِم أُكسِجينِ أَنفاسكَ دِماء

أَيا رَحيقَ عُمري

حينَ يُدندنُ كَنار الْهوى

أُغنيةَ رَبيعٍ تَلثُم ثَغر الْفجر بـِ الْمُقل

لـَ أَسقيكَ مِنه رَشفة حياة

تُعيد لـِ قلبكَ دَورَة الرُّوح

وَ تَّتحد داخلَ دَورق نَبضي

قَطراتٍ مِنْ سَلامٍ وَ هَناء

أَيا شَقيق نَفسي

أَمُد إِليكَ بـِ كَفِّ الْودِّ مَعبرا

بـِ ماءِ السَّكينةِ الْعذب

يُذيبُ مِلح الْعَنا

السَّاكِن عَلى مَفازَة الْوَجَع شَقاء

وَ أَستَعيرُ لكَ مِنْ الْبَدرِ مَوجَ أمنٍ

يَغسلُ رَهقَ أَيامكَ بـِ دِفءِ الرِّضا

وَ أُعيذُكَ مِنْ غَزو الْحُزن

بـِ تَرتيل آياتٍ تَحمِلها الْملائِكةُ دُعاء

عَلى أَجنِحةٍ مِنْ نُورِ الرَّحمَةِ

يَرتدُّ لـِ روحِكَ بـِ نَصرٍ يُعانِق السَّماء

أَيا سِرّ نَفسي

حينَ أَلوذ إِليكَ مِنْ نَفسي

أَنسجُ لكَ عَلى وَسائد الأُمنيات

أَكاليلاً مِنْ أَزهار الصَّدق الْبيضاء

مِنْ عُمق قَلبي السَّابح في كَوُّنِ عَينيكَ

فَراشاتٍ تُراقصُ أَسراب الْعتمةِ

وَ تُقدمُ فُروض الفرحِ سُجوداً في وَلاء

أَيا شِفاء روحي

شاق مَسمَعي أَنغامُ ضَحكاتكَ

حينَ يُغرد بِها مَبسمُكَ الدَّافئ

أَلحانُ غِناء

كـَ مَوج الْبحرِ تَقودهُ النَّسمات

في لَيلةٍ يَتهادى بِها الْقمر

زَهواً وَ انتِشاء

فـَ أَسكَرُ طَرباً بـِ لا سُكرٍ

وَ أَموتُ وَجداً بـِ لا مَوتٍ

لـِ دُرٍّ يَطِلُّ ذاتَ وَلهٍ

مِنْ نَبعكَ الرَّطيبِ اِكتفاء

تَعال.... أَقبِل ....

غَدائِرُ الْحريرِ الْواردِ عَلى وَجنتاي

تتدَلى كـَ عَناقيدِ أَعنابٍ

تَرنو لـِ مَرقَدِها عَلى راحَتيكَ

في اِشتِهاءٍ

تَعال ... أَقبِل ....

خُطى الَّليلُ مِنْ حَولي نَشَرتْ رِدائِها

وَ ما عادَ طِفلُ الْفجر يَلهو بـِ كَفِّي

لـِ يَغْفو عَلى عَتباتِ شُرُفاتي

إِطلالةُ ضياء

تَعال .... أَقبِل ....

ذاكَ الْحنينُ الْمُشاغب عَلى شَفَتاي

يتوالى في صُعودٍ كـ عَزفُ ناي

يُطلِق عنان آهاتِه عَلى سَرجٍ مِنْ زفير

يَصدر بـِ صَدري

اِستِغاثَةُ بُكاء

تَعال .... أَقبِل ....

عانِق حَد الْفرَح أُنشودَة حَياة

وَ راقِص مَوجَ الْهوى نَسمَةُ هَواء

عَلى دَقةِ أَوتار الشَّوق

الْمُستَكين بـِ مِهاد الشَّهيق

وَعداً بـِ لِقاء

تَعال .... أَقبِل ....

مَزِّق وَحشَةَ الْيأسِ بـِ دَربي

و ضَع كَفكَ الرَّحيب بـِ كَفِّي

وَ خُذني عَلى قِطارِ الْحُبِّ

بـِ رِحلةٍ زادَها بَريقُ عَينيكَ

وَ الْوفاءُ لَها رِواء

تَعال .... أَقبِل ....

اَذكي الصَّبر ناراً وقودها الإيمان

فـَ الْعُمر ما زالَ مُقتَبَل

حَطِّم كَيان الْبؤسِ بـِ صَرخَةٍ

يَتَرَدد صَداها بصمةُ تَحديٍ

عَلى جِدارِ الزَّمن

أنْ لا لـ ذُلهِ وَ أَلفُ لااااء