تحقيق النجاح في الحياة الزوجية من أكبر وأهم التحديات في الحياة، ولا يمكن الجزم بأن كل زوجين مضت على زواجهما سنون عديدة سعيدان في حياتهما أو راضيان عن زواجهما، لا أحد يعلم - كما يقال - ما يجري خلف الأبواب المغلقة، هناك اعتبارات كثيرة تقتضي في كثير من الأحيان استمرار الزواج، مثل العادات والتقاليد، الشكل الاجتماعي، وصالح الأبناء، ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأزواج، وخاصة الزوجة، هو الاقتناع بأن المركب مازالت تسير وستواصل طريقها على نفس النهج هذا ليس صحيحاً دائماً، فكم من الزيجات تداعت في منتصف الطريق، وإذا بحثنا عن الاسباب، ربما سنفاجأ بأنها تنحصر في تسرب الملل إلى حياة الزوجين، أو تحول الحب إلى مشاعر روتينية تفتقر إلى التجديد والحيوية، لذا فإن السؤال الذي نوجهه إلى كل زوجة، هو إذا كانت حياتك الزوجية تسير في مسارها السليم إلى الآن، فهل أنت متأكدة من أن الأمر سيسير على نفس النحو خلال السنوات العشر المقبلة؟
هناك فرق بين الاستمرار في الزواج لغرض الزواج نفسه، وبين الاستمرار فيه بدافع الحب والانتماء.. في الحالة الأولى تصبح فرص الفشل عالية جداً، لكن في الحالة الثانية يمكن القول إنه لا مجال لوقوع الفشل، والشيء الأكيد أن الزوجة، على الأقل في مجتمعاتنا العربية، يقع على كاهلها عبء كبير في الحفاظ على استقرار الزواج وتوطيد أركانه.
هذه سته محاور يمكن للزوجة العمل عليها إذا كانت ترغب في الاحتفاظ برجلها إلى الأبد، المهم أن تقبل عليها وهي مفعمة بالثقة، وإذا حدث أن شعرت بأن ثقتها تكاد تخونها في بعض المواضع، فلا داعي للقلق والتراجع، لأن ذلك يعني إشارة إلى مواقع الخلل التي تحتاج إلى جهد مركز ومضاعف.
أنا ما زلت كما كنت
ربما تكون الزوجات الجديدات هن المستفيدات من هذا المحور. فبعضهن يعتقد بأن السر في نجاح الزواج هو طمس هويتهن، خاصة إذا كانت تتعارض مع هوية الزوج، وتبني هوية جديدة تتفق مع هويته أو تحظى بموافقته، ولكن ما لا تعرفه الزوجة التي تقبل على هذا الفعل، هو أنها بهذا تفتح الباب بنفسها إلى الفشل لكي يتسرب إلى بيتها، لينفث سمَّه في كل ركن وزاوية.
المفروض أن يتصرف كل طرف على طبيعته بنسبة100% وهذا يعني أن تواصل الزوجة القيام بنفس اهتماماتها، وتحتفظ بمعالم شخصيتها. في الأصل الزواج يقوم على المشاركة وتبادل الخبرات، وغالباً يشهد العام الأول بعض الخلافات بسبب الاختلاف في بعض وجهات النظر والميول، ولكن بمرور الوقت يتعلم كل طرف احترام شخصية وهوية الآخر، ويحاول كل منهما أن يذوب في شخصية الآخر دون أن ينقص ذلك من قدره أو من اعتزازه بنفسه، لذا فإن النصيحة الذهبية التي يقدمها الخبراء لكل عروس جديدة، هي ألا تفكر كثيراً في اختلاف شخصيتها عن شخصية زوجها، فيما أنهما كانا أصحاب الخيار في الإرتباط بالتأكيد سيجدان نقاطا كثيرة يجتمعان عليها، أما تلك التي قد يختلفان فيها فيمكن للزوجة بعد أن تفهم شخصية زوجها أن تجد الوسيلة التي تيسر لها تحقيق التقارب بشأنها.
وترى اختصاصية العلاقات الزوجية سوزان كامبل أن الزوجة الذكية هي التي تركز جهدها على إبقاء جذوة الحب مشتعلة في قلب زوجها، من خلال جذبه إلى عالمها وتزيين ميولها في نظره، عندما تفعل ذلك يمكنها أن تضمن ازدياد قناعته وتعلقه بها. وبما أن الخلافات واردة بين كل زوجين، فإن الابتعاد عن التوتر يجنب تحويل الخلافات إلى شجار كما يجب على الزوجة أن تضع في اعتبارها أن الاختلاف مسألة طبيعية والخطير هو تحويل الخلاف إلى معركة يحاول كل واحد أن ينتصر فيها على الآخر.
ماجدة (42عاماً) كانت واحدة من الزوجات اللاتي وقعن ضحية الخوف من فشل زواجها، بسبب التباين الشديد بينها وبين زوجها من كافة الوجوه، وهذا ما دفعها إلى محاولة الظهور أمامه بشخصية أخرى غير حقيقتها، على أمل أن تكسب وده وحبه، فانقطعت عن الخروج مع صديقاتها، وبدلت طريقة لبسها، وحتى أصناف الطعام التي تحبها هي ولا يحبها هو لم تعد تطهوها على الإطلاق، فماذا كانت النتيجة؟ بعد أسابيع قليلة شعرت بالملل ووقعت فريسة الاكتئاب وفقد الزواج بريقه، وشعر زوجها بأنها بعيدة عنه، فدبت الخلافات بينهما وانتهى الحال بالانفصال، كل ذهب في طريقه.
ما أحلى الرجوع إليها
يرى جامي تيرندرو، مستشار الزواج أن اعتماد مبدأ الصدق والصراحة بين الزوجين منذ البداية، يختصر الكثير من المسافات بينهما فمثلاً عند نشوب أي خلاف بينهما يقتضي التصرف السليم الإقبال على مناقشة وجهات النظر والتحدث بصراحة عن الأشياء التي شعر أحدهما بأنها تؤذي مشاعره. ولكن من الضروري أن يتم ذلك تحت سقف أن كل واحد منهما سيعود إلى سابق عهده بعد الانتهاء من المناقشة، ولن يحتفظ في داخله بأشياء ضد الآخر، بهذا المفهوم يمكن بناء علاقة مرنة قادرة على الصمود في وجه العواصف.
ونظراً لأن مسألة التحدث عن المشاعر عملية حساسة خاصة بالنسبة للزوجة، فإن الخجل يقف عائق أمامها في بعض الأحيان ويمنعها من التحدث بصراحة عن بعض الملاحظات التي تزعجها أو تؤذي مشاعرها، ولذلك يمكن أن يأخذ الخلاف منحى آخر بعيداً عن النقاش.
وتتحول الجلسة التي كان من المفترض أن تتوج بإيجاد تسوية إلى عملة صراخ متبادل قد تنتهي نهاية مأساوية.
تقول أماني (27 عاماً) إن زوجها السابق كان شديد العصبية، وفي كل مرة كانا يجلسا معاً لمناقشة وحل أي خلاف، يتحول الأمر بسرعة شديدة إلى شجار وصراخ لا يطاق. لذا كانت حياتهما معاً عبارة عن كابوس، وكان من الطبيعي أن تتلاشى بمرور الوقت فرص بقائهما معاً.
ويعتقد تيرندروف أن الزوجة الحكيمة هي التي تجعل زوجها يفهم ويلاحظ من تلقاء نفسه الأمور التي تصدر عنه وتزعجها أو يثير حساسيتها. مؤكداً أنه لا يوجد رجل يحب بالفعل يمكنه أن يتعمد إيذاء مشاعرها، وفي تصوره أن الرجل عندما يكون غارقاً في الحب يمكنه أن يعطي بلا حدود.
وينصح تيرندروف الزوجة بأن تجير الخلاف دائماً لصالحها. لأنه ما أجمل الصلح بعد الخصام عليها أن تمنحه الفرصة ليدافع عن نفسه ويوضح وجهة نظره، وتتجنب إلقاء التهم عليه وكأنه يجلس في قاعة المحكمة خلف القضبان، كما لا يجب عليها أن تشدد في مسألة الاعتذار، وتبقى فقط جالسة تنتظر أن يجثوا على ركبتيه طالباً المغفرة والسماح من صاحبة المقام الرفيع، أو تهدده بهجر الفراش أو مغادرة البيت، وغيرها من التهديدات التعقيمية، فالرجل دائماً ضعيف أما المرأة وإذا تعاملت معه برقة وتسامح ستكسب حبه وولاءه.
استخدمي سحر المحبة
هل تشعرين بغصة في قلبك وأنت ترين زوجك يقف يتحدث مع امرأة أخرى، أو إذا جلس يحملق في هيفاء وهبي وهي تغني أحدث أغنياتها ولكنك مصرة على ألا تدعيه يشعر بذلك هذا بحق تصرف حكيم يستحق الاحترام، إذن ما رأيك أن تطبقي معه نفس الأسلوب إذا عاد إلى المنزل متعباً بعد نهار عمل شاق.
وبدا لا يطيق نفسه وكلما تحدثت في شيء هب فيك وصرخ في وجهك، أفضل شئ يمكنك فعله في هذه الحالة هو أن تتحكمي في انفعالاتك وتتركيه حتى يهدأ من تلقاء نفسه، وتصرفي بصورة تلقائية، إذهبي إلى المطبخ وأعدي له الطعام، تظاهري بأنك منشغلة في بعض الأعمال وأنك لا تلاحظين توتره، في بعض الأحيان إذا شعر الزوج بأن زوجته منزعجة من توتره تزداد حالته سوء ويتحول الأمر إلى مسألة عناد ولكن هذا لا يعني أن يتضمن ذلك تجاهل قيامه ببضع الأخطاء الخطيرة، وعند حدوث خطأ خطير يجب أن تكون لك وقفه حاسمة وعموما يؤكد الخبراء أن الزوجة المحبة لها تأثير السحر على زوجها، وهناك زوجات كثيرات أعدن أزواجهن إلى طريق الصواب بعد أن كادوا يضلون طريقهم، المهم أن يتم ذلك بحب وليس حباً في التباهي وتسجيل نقاط ضعف له تستخدمها لإذلاله والتحكم فيه.
ويؤكد الخبراء أن عامل الثقة يلعب دوراً كبيرا في تجاوز الأزمات، فعندما تثق الزوجة بزوجها لن تشعر بالخوف منه، ولن تسيطر عليها الوساوس، وفي المقابل عندما يشعر الزوج بأن زوجته تثق فيه سيتضاعف إحساسه بالمسؤولية تجاهها.
الرجل يعشق الذكية
هو يعلم أنك تحلمين بأن تصبحي يوماً كاتبة مشهورة، وأنت تعلمين أنه يحلم بأن يصبح مديراً للمؤسسة التي يعمل بها وكلاكما يعمل على تحقيق أحلامه بصرف النظر عن أنه من حق كل طرف أن يعرف كيف وفيما يفكر الآخر؟ عندما يكون كل واحد كتاباً مفتوحاً أمام الآخر، فهذا سيزيد علاقتهما قرباً وحميمية ووضوحاً، العلاقات غير الواضحة مستقبلها غامض، لذا بادري أنت بهذا الوضوح لا تخفي عن زوجك ما تفكرين فيه وما تحلمين به ولا تعامليه بالمثل إذا كنت تشعرين بأنه غامض بعض الشيء. الرجل بطبعه يحب الغموض ويعتبره من الصفات الضرورية للرجل، كما أن رجولته تدفعه إلى التحدث عن الأشياء التي يجد صعوبة في نيلها لكي لا يبدو أمام زوجته ضعيفاً.
هناك جانب آخر يجب الانتباه له، وهو أن الرجل يعشق المرأة الذكية التي تفهمه من مجرد همسة أو لمسة أو نظرة، ويحب أن تشعره الزوجه بأنها تحتويه بكل ما فيه من حسنات وعيوب، لذا الا تتعمدي تكرار ذكر عيوبه أمامه، ركزي على الجوانب الإيجابية في شخصيته واعملي على تطويرها لتطغى على الجوانب السلبية الأخرى، وتذكري أنه لا يوجد شخص كامل وخال من العيوب على وجه الأرض. كما أن الرجل يحب الزوجة التي تحترمه أمام الغرباء ولا تحاول أن تجذب الأنظار إليها على حسابه، إذا كان زوجك يعيبه شيء تأكدي أن نفس العيب سيطالك وإذا كان كبيراً في عيون الناس ستكونين أنت بدورك كبيرة وخذي العظة مما حدث مع أحمد وبهاء ففي كل مرة كانا يخرجان معاً برفقة الأصدقاء كانت بهاء تتعمد أن تعارضه في كل ما يقوله، ولا تتردد في التحدث عن بعض العيوب في شخصيته، والتي من المفروض الا يعرفها الآخرون عنه لذا في كل مرة كانا يتورطان في شجار كبير بعد عودتهما إلى المنزل وينتهي بمغادرتها المنزل والعودة إلى بيت أسرتها، وفي آخر مرة غادرت فيها المنزل لم يسمع إلى ردها مثلما كان يفعل دائماً، في هذه المرة جمع ما تركته من أغراضها ووضعه في حقيبة وأرسلها إلى بيت أسرتها مع ورقة الطلاق.
الحب يستحق المغامرة
عندما تكونين سعيدة في الحب، ستجدين أنك شخص مختلف وستطفو على السطح افضل وأجمل خصالك، وستشعرين بالحيوية والبهجة، وإذا نظرت إلى نفسك في المرآة ستجدين أن وجهك أكثر راحة وصفاء وتورداً، وفي المقابل ستشعريه هو بالرضا عن نفسه، وينعكس ذلك على كافة وجوه حياتكما، ولكن في بعض الأحيان، تقلل التجارب السابقة في الحب والتي تنتهي بالفشل فرص الوقوع في الحب من جديد، وهذا ما حدث مع ناهد 21 عاماً.
فقد سبق أن انفصلت عن خطيبها بسبب خيانته لها وبعد أعوام قليلة خطبت شاباً آخر، لكن المشكلة أنه تحفظت في عواطفها تجاهه رغم إعجابها به الخوف من أن تتعمق في حبه ثم يخونها مع واحدة أخرى. جلعها باردة في مشاعرها كانت تبخل عليه حتى بالنظرة الجميلة، ربما كانت معذورة فقد أصابها خطيبها السابق في مقتل وهز ثقتها بنفسها، وفي النهاية ماذا حدث؟ لقد مل الرجل ورحل إلى غير رجعة.
التخوف قليلاً من أي علاقة جديدة شيء طبيعي، بشرط أن يبدأ هذا الخوف بالتلاشي بصورة تدريجية مع استمرار العلاقة في التطور، بشكل عام لا توجد ضمانات أكيدة في الحياة، لذا توكلي على الله وابذلي اقصى ما في وسعك واتركي الأمور تسير حسب ما هو مقدر لها، وفي النهاية نتفق جميعاً على أن مسألة إيجاد الشريك المناسب والوقوف في الحب تستحق الجهد والمغامرة.
إنه سندي الوحيد
الزوجان المحبان يكونان بمثابة توأمين روحيين، فكل واحد قلبه على الآخر، يحاول أن يسعده ويمنحه أجمل ما في الحياة إذا كان زواجك من هذا النوع فأنت في قمة الأمان ولا يجب عليك ان تبخلي على وجك بالمزيد من الحب فلديك رجل ينصت إليه باهتمام عندما تتحدثين معه عن مشاكلك في العمل ويسارع إلى تقديم المساعدة إذا احتاجها أي فرد من عائلتك. وفي حال كنت مريضة يصر على مرافقتك إلى الطبيب للاطمئنان عليك إذن ماذا تريدين أكثر من ذلك؟ شخص بهذه المواصفات يستحق أن يكون أكثر شخص تثقين به على وجه الأرض.
وإذا حدث ودقت الأجراس بأنه تغير قليلاً لا تسارعي إلى الإدعاء بأنه لم يعد محب وينوي هجرك..
مروة (21) عاماً، لديها زوج من أروع ما يكون فهو محب وحنون وكريم وفجأة تغير لم يتغير معها فقط لقد تغير مع أهله وأصدقائه أيضاً واصبح عصبياً لكنها كانت مصرة على أنه تغير معها هي فقط. فقدت توازنها وحولت حياتها إلى نكد وجحيم واخذت تراقبه وتتصنت على مكالماته الهاتفية وتتحين الفرصة للتفتيش في هاتفه النقال، كل ما سيطر على تفكيرها أنه واقع في حب امرأة أخرى، وكانت صدمتها قوية عندما خرجت تراقبه في إحدى المرات وبقيت تسير بسيارتها خلفه حتى دخل إلى أحد المستشفيات فدخلت وراءه وشاهدته وهو يدخل إلى اختصاصي أمراض السرطان، انتظرته حتى غادر ووقفت أمامه عندها سحبها من يدها إلى أقرب مقهى وهناك أخبرها أنه مريض بالسرطان لكنه أخفى عنها الخبر لكي لا يصيبها بالقلق، والطبع وجدت نفسها في موقف تحسد عليه وأيقنت أنها لم تكن على مستوى المسؤولية.