من أهم النقاط الأساسية في حياة الزوجين هي محاولة الطرفان فهم شخصية بعضها البعض بما تشمل من نقاط القوة والضعف، وأن يتعاملا على أساس الصورة الواقعية لبعضهما بعيداً عما نرسمه في مخيلتنا من أحلام وردية تجاه الآخر، حتى لو واجهتنا مشكلة خلاف وسوء فهم للآخر تختلف عن الصورة الذهنية التي رسمها خيالنا نستطيع معالجتها والتكيف معها، لأن من الأمور الطبيعية في الحياة المشتركة أن يكون هناك اختلاف في الكثير من الأمور من وجهات نظر ورغبات.
وعلى الزوجة أن تتفهم مشاعر زوجها ورغباته واحتياجاته، ولهذا فإن الزوجة الناجحة هي التي تضع مشاعر زوجها أمام عينيها وتعرف ماذا يريد قبل أن يتكلم، كما أنها تفهم حركاته وإشاراته، أو ليست هي زوجته وشريكة حياته؟.
ومن الأمور التي عادة تسيء الزوجات فهمها رغبة الزوج أن يقضي بعض الوقت وحده في غرفة هادئة، أو منزويا في مكان هادئ لا يشاركه فيه أحد، فهنا تعتقد بعض الزوجات أن هذا الانزواء دليل على عدم رغبة الرجل في مشاركتها، أو أنه لا يحبها، ولكن الزوجة الواعية الناضجة هي التي تفهم أن هذه الأمور طبيعية جدا في الحياة الزوجية وخصوصاً هذا سلوك يمارسه الرجال دوماً.
ولعل الوقت الطويل الذي تمضيه الزوجات وحدهن في البيت، يجعل من العسير عليهن أن يتصورن كيف يرغب الرجل في الوحدة أحياناً! على أن رغبة الرجل في الاختلاء بنفسه ليس معناها أنه يريد الوحدة حقاً، ولكن معناها أنه يريد أن يشعر ولو لفترة مؤقتة بالتحرر من مطالب وواجبات تجاه المرأة أو قيودها المفروضة عليه وأن يحس بذاتيته واستقلاله. أو ليتخلص من مشاكله الخارجية المثقل بها من التزامات وأعمال وأشياء أخرى!.
ومهما تكن طبيعة اللحظات التي ينفرد فيها الزوج بنفسه، فإن الزوجة الحصيفة، هي التي تتوخى أن تتيح له هذا الوقت الذي يستشعر فيه بالسعادة والرضا.
وهناك بعض المشكلات الأخرى مردها سوء الفهم وعدم استيعاب الطرف الآخر لما يقال له، فربما لم تستطع الزوجة إيصال الفكرة بشكل صحي، مما يتسبب في غضب الزوج، أو بسبب عدم الإنصات الجيد والعجلة في الرد قبل إكمال الحديث، ولهذا يقال: "اسمع أولا قبل أن تتكلم، فقد تكتشف أنك غضبت لأنك قد أخطأت سماع بعض التفاصيل أولم تصبر كي تسمع باقي الكلام".
فعندما تتحدث عليك أن تجعل نفسك واضحاً كل الوضوح فيما تود قوله، وعليك أن تتأكد أن الطرف الآخر قد سمع ملاحظاتك جيداً وفهمها، وكثير من المشاكل الزوجية تحدث بسبب الفهم السيئ وسوء الظن. فالفهم الجيد يبعدنا عن جرح مشاعر الآخرين وعدم رفض الفكرة قبل مناقشتها.
وعلى الإنسان المتفهم أن يشعر الآخرين أنهم أبدوا وجهة نظر جديرة بالاحترام قبل أن يبدي خلافه تجاهها ومن ثم يشرح أسباب خلافه لهذه الفكرة.
ولهذا ينبغي علينا عدم التسرع في الرد، وكذلك تفهم الأمر بشكل هادئ، ومن ثم طرح وجهة نظرنا كما نراها من الزاوية الصحيحة، فكم مرة جادلت شخصا أحببته، ثم اكتشفت فيما بعد أن سبب ما كان بينكما من جدال لم يكن سوى سوء الفهم؟.
فسوء الفهم ينشأ عنه في معظم الأوقات توتر عاطفي في العلاقات، ويقلل التواصل الجيد من احتمالات حدوثه، بل ويضمن إيجابية هذه العلاقات، كما أن تعلم بعض مهاراته يساعد في تدعيم هذه العلاقات، ولكن ما يجعل التواصل ينجح هو النية الحسنة للفهم