كيف تستطيع امرأة أن تغير طباع زوج نشأ وتكون في بيت آخر؟ كيف يمكنها أن تعدل وتنقح وتصحح صفات أدخلها معه بيت الزوجية في عمر يصعب فيه التغيير والتعديل؟
صفات لا تعجبنا في أزواجنا، نصطدم بها فنعيش حالة من انعدام التوافق أو التعايش السلمي، الذي من أهم شروطه التقارب والإنسجام. فهل في إمكانك سيدتي أن تغيري صفات أو طباع زوجك السلبية؟ وما أكثر الصفات التي تعتقدين أنه لا يطولها التغيير أو التعديل؟
"سبحان من يغير ولا يتغير".
هل ترددين هذه العبارة سيدتي، وأنت تلحظين تغيرات في طباع وصفات زوجك؟ أم أنك من أصحاب القناعة القائلة: من شب على شيء شاب عليه؟
مع الوقت
"لشخصية الزوج مفتاح قد تقضي الزوجة عمرها كله من دون أن تعثر عليه".
صافيناز عرفة، لا تنظر إلى طباع الزوج على أنها "صندوق مقفل"، فالحياة الزوجية في رأيها "تساعد المرأة على تفهم زوجها واكتشافه، ومع مرور الوقت يتحول إلى صديق إذا عرفت المرأة كيف تتعامل معه".
صافيناز تصف محبة المرأة لزوجها بأنها الدافع الذي يجعلها حريصة على الوصول إلى نتائج تخدم مصلحة العلاقة الزوجية: "فحين تصطدم المرأة بصفات لا تناسب طبيعتها، تحاول أن تقلل من حدة تأثير هذه الصفات، فإذا عجزت نراها تلجأ إلى التحايل الذكي الذي لا ينجح في أكثر الأحيان، نظرا رفض الزوج أي شكل من أشكال التغيير".
فالرجل عنيد: "حين يشعر بأي محاولة نسائية لتغيير طباعه يتمسك بها أكثر كطفل يريد أن يغيظ أمه. لهذا، فالصلابة في مواجهة طباع الزوج السلبية طريقة فاشلة تقدم عليها بعض النساء، كأن تهدد المرأة زوجها ملحة عليه بضرورة تغيير طباعه، وإلا فسيكون لها تصرف آخر".
أما الحب الذي تعلق عليه صافيناز دورا كبيرا في التأثير النفسي في الزوج: "فهو الطاقة التي تمتلكها لتصبر عليه، فمن دون الحب لا يمكن للزوجة التعايش مع رجل صعب الطباع، مشاعرها نحوه تسهل عليها تحمله، وتخفف من حدة الرفض الذي تولده طباعه السلبية، ما يجعلها على الأقل تقبل بالأمر الواقع من دون احتجاج يومي ينغص عليها حياتها".
متأصلة
"حين نقول طباع، فنحن نسلم بشكل أو بآخر بعجزنا عن الاقتراب منها، والمساس بها، فكيف إذا كان الزوج هو المعني بالموضوع؟".
ليديا حمدي تشك في قدرة المرأة على تغيير طباع زوجها: "فالنسونجي لن يصبح أسير زوجته ولو أشعلت أصابعها العشر له، وصاحب الطبيعة الفظة لن يقطر من لسانه العسل، مهما حاول جاهدا إرضاءها في بعض المواقف، الرجل غير المرأة، إحساسه بسلطته كرجل أولا وكزوج ورب عائلة ثانية، يمنعه من الخوف على علاقته الزوجية إذا لم يرض شريكته. لهذا فهو يتمسك بطباعه غير آبه بما قد تسببه لها من إزعاج".
ومع ذلك، فرغبة المرأة في السلام النفسي والعاطفي تحت سقف الزوجية تدفعها على الدوام إلى بذل طاقة جبارة لتغييره أو حتى لإحتوائه:
"ولكنها إن نجحت في ناحية، فلن تنجح في أخرى، وهذا يتوقف على شخصيتها ودبلوماسيتها، والأهم من كل هذا على تمسكها به". فهناك نوع من الزوجيات كما تضيف: "يسأم المحاولة، فتقول الواحدة لنفسها (لا يهمني إن تغير أم لم يتغير)، ما يجعلها تطنشه وتطنش سلبياته وطباعه الكريهة، شاغلة بحياتها الإجتماعية".
هذه النوعية لا تتعب نفسها ولا زوجها:
"فتقضي حياتها الزوجية كما تقضي إحدى زياراتها، والإتفاق شيء لا يدخل في صميم سلامة زواجها، الماضي قدما بشكل سطحي تماما".
وإن عدنا لطباع الأزواج صعبة التغيير، فتقول ليديا: "الزوج البخيل رجل قابل للتغيير، لأنه في إمكان الزوجة أن ترغمه على الصرف، حتى لو خرج القرش من جيبه بالقوة، فكثيرا ما تقصد زوجة الرجل البخيل أن تستعين بأولادها، لتجبره على كسر طوق البخل، فتطالبه بتلبية احتياجاتهم، أو تدفعهم إلى طلبها بأنفسهم حتى تحرجه وترغمه، وتسجنه في إحساس التقصير أمام أبنائه".
هذه السياسة تنجح في أغلب الأحيان: "لأنها تضرب على الوتر الحساس، الذي يربط الرجل بأبنائه، وهذا لا يخفى على معظم الزوجات".
أما عن الطبيعة التي تريد ليديا تغييرها في زوجها فهي "قلبه البارد"، كما تخبرنا وعلى مسمعه: "فالرجل الذي لا تهز العواصف شعرة في رأسه، هو زوج مستفز، خاصة مع امرأة نارية، فهو طوال الوقت مسترخ، أعصابه في ثلاجة، وصوته على إيقاع واحد لا يعلو ولا يتوتر، ما يجعل أعصاب امرأته مشدودة على الدوام، خاصة حين تكون المشكلة طارئة، على الأقل من وجهة نظرها".
إدوار عاصي، الذي ضحك من قلبه لدى سماع زوجته، علق مباشرة: "أعتقد أن برودة أعصاب الرجل من حظ الزوجة، فجو البيت لن تعبر فيه أي غيمة سوداء مادامت طبيعته كذلك، ما يوفر التوازن في الحياة، التي أعتقد أنها لا ينقصها توتر".
فالرجل الذي تصفه ليديا بصاحب "القلب البارد" هو بحسب إدوار، الرجل المناسب لكل امرأة، لأنه لا يستثار بكلمة ولا يهتم برد فعل كثيرا ما يصدر عن الزوجات في صخب حياتهن اليومية".
* وماذا تفعل المرأة مع زوج كهذا، نسأل ليديا؟
- "عليها أن تترك الغرفة التي تجمعها معا، فتصوروا أن تكون الزوجة في حالة انفعال وتوتر:
والزوج في حالة برود واستهتار؟ موقف يزيد في إشعال الموقف الذي سيبرد لو تركت له المكان".
بينما يعتقد إدوار، أن أكثر الرجال غير القابل للتغيير، هو "النسونجي". "فلو كانت زوجته ملكة جمال الكون سيضعف أمام امرأة تمر قربه، فهو لا يسيطر على طبيعته، وليس في إمكان الزوجة مهما بلغت من مهارة أن تضمن إخلاصه لها".
ممكن
طبيعتنا الإنسانية، كما ليلى محمد، ليست معادلة رياضية ذات نتائج حتمية: "فنحن نتغير حسب الظرف والمعطيات، والرجل مهما كان عنيدا ومتشددا، ففي النهاية سوف يلين ويمشي مع التيار الذي يفرضه عليه زواجه".
ليلي تؤمن بقداسة الحياة الزوجية، "لذلك لا أصدق أن الرجال قد يرفضون التجاوب والمرونة مع زوجاتهم لإصرارهم على الاحتفاظ بطبيعتهم، فما كان قبل الزواج عليه أن يتغير بعد الزواج، لأن الحياة لم تعد ملكا لواحد، إنها لأثنين، وعليهما معا، أن يغيرا ما يجب تغييره حتى يعيشا سلاما عاطفيا".
نظرة ليلى الإيجابية تدفعها إلى القول: "حتى الرجل النسونجي قد لو عرفت زوجته كيف تجذبه إليها، من خلال اعتنائها بجمالها وأنوثتها وبيتها، فالصورة الجملية تشد الرجل، فما بالكم حين تكون الصورة والمضمون على الدرجة نفسها من الجاذبية، التي ستخدم في النهاية المرأة التي تخشى على زوجها من طبيعته النسونجية؟".
وتعتقد ليلى أن مزاج الزوج الصعب ليس عقدة بلا حل: "فمزاج المرأة في البيت هو الذي يعمل على ضبط مزاجه مهما كان صعبا ومتقلبا، إنها كالمسكن إذا أرادت، وكعود الكبريت إذا أرادت. لهذا، فالحل عند الزوجة، والعقد عند الزوجة أيضا".
فهل سيقاوم الزوج "العبوس" نظرة حنان دافئة من زوجته؟ تسأل ليلى: "فبمجرد أن يشعر بأنها مهتمة بأمره، سيخرج ما حالة النكد التي يعيش فيها، وطيبة قلبها ورقتها ستذيبان الجليد من ضحكته وصوته، لو فقط صبرت وانتظرت تأثيرها العاطفي فيه".
منه نبدأ
"الحل يبدأ من نقاط ضعفه"، تقول نور محمد: "فحين تعرفها الزوجة، يصبح من السهل عليها تغيير طباعه التي لا تعجبها".
* كيف
- "باستغلالها والإستفادة منها حتى تصل إلى ما تريد".
- نور تعتقد أن سر تغيير سلبيات الزوج يكمن في استحكام المرأة عليه: "فليس بالضرورة أن يغير الرجل طباعه، من تلقاء نفسه، كثيرا ما يضطر إلى ذلك من باب الخجل أو الإحراج أو حتى المصلحة، فإذا مسكت المرأة على زوجها ممسكا ما، وطلبت منه بعد ذلك أن يغير ما لا تقبله في شخصيته، فلن يمانع ولن يجادلها، في هذه الحالة فالزوجية هي صاحبة الكلمة القاطعة".
فكثيرا ما يغير الزوج أسلوب حياته فجأة: "فيبطل عادة السهر على سبيل المثال، أو يتحول إلى رجل ضاحك في البيت، وهو الذي كان مشهورا بوجه العابس، وهي تغيرات لا تقف على حقيقتها إلا الزوجة التي لم تبذل جهدا كبيرا للقيام بها، سوى أنها اكتشفت نقطة ضعف عنده واستغلتها".
وهناك طريقة ثانية تعتمدها المرأة لتقوم بتغيير ما تحبه في زوجها: "فاللعب على وتر الأنوثة يجدي نفعا، ويثمر نتائج، لا بأس بها، فتستغل الزوجة تفاعله العاطفي معها لتطالبه بدلال بأن يغير الصفة الفلانية فيه، فإذا وصل تأثير أنوثتها إلى الحد الكافي امتثل لطلبها وبدأ في تنفيذه".
زوجة البخيل: فهذه العلة لا تفلح معها انوثة ولا يحزنون، لأن بخل الزوج لا يدخل في خانة التنفير العاطفي منه فحسب، بل يتعداه ليصل إلى خلق فجوة سلوكية بين الزوجين، لما تشعر به المرأة من خوف في السؤال، وتردد في الطلب وإحراج عند ذكر سيرة الفلوس ولو من بعيد. لهذا، فالبخل لا يتغير ولا يقبل بالعاطفة أن تعيش معه في البيت نفسه".
لا بل وتذهب نور إلى القول إن زوجة الرجل البخيل: "هي التي قد تتغير، فالتعايش مع زوج يحسب فلوسه بالورقة والقلم، ينقل إلى الزوجة وعن طريق العدوى الحياتية ذلك الداء، فتتباخل من دون قصد منها، متبعة نظام حياة فرض عليها من قبل زوج لا يمكن له أن ينتقل من البخل إلى الكرم".
وصفة سحرية
وتأتي نانسي النمر، لتحمل الزوجة المسؤولية كاملة عن فشلها في تغيير صفات زوجها السلبية: "فأستغرب عجز المرأة عن التأثير العاطفي في زوجها، وهي التي تملك الوقت الكافي لتعرف أي طرق توصلها إلى الحل".
فالزوج ولو كان "أكبر نسونجي في العالم"، قد يعدل عن تلك الصفة، إذا "عرفت الزوجة كيف تكون في عينيه المرأة المثالية التي تجمع في شخصها أحلى ما في نساء الأرض".
هذه المهارة التي تعترف نانسي بأنها "خاصة ولا تجيدها كل النساء"، ليست بالشيء الصعب إذا حصلت المرأة على مكانة مهمة في قلب الزوج: "فحين تكون في عينيه امرأة كاملة، من حيث الجمال والأداء والتعايش فلن يقصر في اداء واجبه نحوها عن طريق إرضائها وتلبية ما تحب، فإن كان من النوع الفظ نراه ولأجلها يمرن نفس على التعامل الرقيق معها، سواء أكان ذلك بالكلمة أم المبادرة، وإذا كان من النوع العصبي، الذي ينفعل لأقل سبب، نجده مع الوقت يخفف من حدة توتره، لما يلاقيه من استيعاب ومرونة وعاطفة جياشة من قبلها"
تشدد الزوج في سلبية طباعه "يتفكك بحرارة العاطفة التي تقدمها الزوجة، وهذه روشتة سحرية لكل امرأة تعاني صعوبة التعامل مع زوجها".
* وكيف تغير المرأة بخل زوجها؟
- "باتباع سياسة التقصير التي ستعود بالضرر على البيت في الدرجة الأولى، فلتترك شغل البيت مكدسا إلى حين عودته، ولتطالبه باستحضار خادمة لمساعدتها، إذا كان يريد بيتا نموذجيا، ولتتوقف عن تحضير الأطباق التي لا تكلفها الكثير، فمن يريد تناول طبق شهي عليه أن يدفع ثمن مواده، وإذا كانت موظفة لتدخر راتبها، فهي غير مسؤولة عن إعالة بيت فيه رجل".
سياسة المحاصرة المادية "هي السياسة المثلى لإجبار الزوج البخيل على الإعتدال في علاقته المادية مع امرأة، تريد التصرف في شؤون البيت بالحد المعقول".
الإحراج
لا تعتقد ألينا المصري، أن الرجال "مخلوقات تتغير مع الوقت"، ولكنها تعرف أن كل شيء ممكن: "لو استعملت المرأة قليلا من دهائها".فالكل علة عند الرجال مفتاح، تملكه النساء إلا علة البصبصة، والميل إلى العلاقات النسائية، خارج مؤسسة الزواج: "فهذه مشكلة على الزوجة ألا تفكر في تغييرها، بل في التأقلم معها وتقبل حياة القلق والشك والتوقع".
الحياة مع زوج نسونجي "أشبه بالكابوس، والمرأة التي لا تحتمل هذا الكابوس، عليها بطلب الطلاق لأنه المخرج الوحيد لها، من حياة زوجية بهذا السوء".
أما العلل الأخرى، فهي مشكلات عادية لا يصعب على الزوجة تعديلها: "فكيف سينجو الرجل من إحراج زوجته في السوق، لو اشترت ما تريده وتركته محرجا مع صاحب المحل؟
وهل سيترك الزوج غير الإجتماعي بيته، إذا وجد فجأة ضيوفا مدعوين إلى بيته؟ وبماذا سيجيب لو رأى أهله يؤنبونه على عصبيته، بعد أن شكت لهم الزوجة صعوبة التعامل معه؟ هل سيكذب وينكر، أم سيضطر إلى قطع وعد على نفسع بالتعامل الرقيق مع زوجته؟".
هل تتغيرون؟
* هل في إمكان المرأة أن تغير في طباع زوجها؟
السؤال لكم حضرة الرجال، فأنتم من يعرف قدرة الزوجة على القيام بعملية تغيير، تعدل من طبيعة الرجل ليصبح من السهل التعايش معه تحت سقف الزوجية.
مستحيل
لا يجب أن تتعب المرأة نفسها وتفكر في تغيير طباع زوجها: "فمن شب على شيء شاب عليه، ومن الصعب أن يغير الرجل في طباع كبرت معه وباتت جزءا من شخصيته".
فالرجل كما يقول بلال الخالد، لا يرضى بأن يخضع نفسه لقرار امرأة: "إنه متعصب لرجولته وملتزم بمفاهيمها، التي تربى عليها. لهذا فكل ما يدفعه إلى كسر قناعاته مرفوض عنده في المطلق".
أما عن المرأة التي تدعي القدرة على تغيير طباع زوجها: "فكلامها مجرد ادعاء وفقاعات في الهواء، لأن المرأة أضعف من أن تغير صفة واحدة من صفات زوجها، إنها تعيش وهما كبيرا يجعلها تصدق قدرة خيالية لا تمتلكها. لهذا فلتترك الزوجة قصة تغييره على جنب، ولتلتفت إلى أمور أخرى".
بلال الذي يؤكد أن الطرق التي قد تنتهجها المرأة لتغيير زوجها مغلقة، يجزم أن العلاقة الزوجية لا تعطي المرأة الحق في أن تقترب من منطقة الزوج: "فلتتركه يفعل ما يريد حتى تحتفظ به، فكلما حاولت الضغط عليه ليتغير، تمسك بما تكرهه، والعمل ضد المطلوب يصبح لعبة يتقنها الزوج ويتمتع بها مع مرور الوقت، لهذا فتفهم الآخر بما يحمله من صفات، بمثابة بلسم العلاقة الزوجية".
أما لماذا كل هذا التشدد من قبل الرجال؟ فيعتقد بلال أن هيبة الزوج فوق كل اعتبار: "فأي تنازل من جهته سيكون بمثابة الهزيمة التي لن يرضاها، فهو رب البيت، وصاحب الشخصية القوية التي تتخذ قراراتها بنفسها من دون الإستعانة برأي آخر، ما يجعله يحافظ على طباعه، ولو شعر بينه وبين نفسه بأنها لا تعجب شريكته في الحياة الزوجية".
وبين البخل والمزاج العكر والعصبية والبصبصة، يعتقد بلال أن البخل يتربع على قائمة الطباع، التي لا تتأثر بأي محاولة أو تدخل نسائي: "إنه سوسة، وحين تمقت المرأة بخل زوجها، فهي تمقت بخل عواطفه وأحاسيسه وتعامله الإنساني معها. بخل الرجل لا يعني تقصيره في الناحية المادية فحسب، إنه بخل يعم كل تفاصيل علاقته الزوجية، ومهما حاولت امرأته نزع تلك الصفة، فلن تتمكن من خلق رجل آخر غير الرجل الذي تعيش معه".
حسن الصفات
دخيل فراج، الذي لم يقصد ممازحتنا، حين علق: "هي وشطارتها"، يضيف أن النساء كأصابع اليد: "كل واحدة منهن لا تشبه الأخرى، في قدرتها وذكائها ومهارتها في تغيير صفات زوجها". فالرجل في نظره "السهل الممتنع"، إنه يتغير لو شعر بحاجة الزوجة إلى ذلك: "وهذا لا يأتي بالصراخ والعراك وافتعال المشاجرات، بل باللين واللطف والنعومة في الحديث معه، فنبرة الصوت الرقيقة للمرأة، هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الزوج ويسمعها، وإذا اعتمدتها في النقاش معه لتوضيح النقاط السلبية في شخصيته، ستحظى بما تريده مع الوقت".
ولكن هناك بعض الصفات التي لا يمكن لزوجة التاثير فيها: "فزوجتي وعلى مدار خمسة وعشرين عاما، تحاول أن تجعلني أحب الكلام، وأتوقف عن عادة الصمت الذي ألتزمه، ما إن أدخل البيت، لكن جميع محاولاتها فشلت، فالكلام من أكثر العادات التي يكرهها الرجال".
هل في إمكان المرأة تغيير صفات الزوج؟
ترى الدكتورة عبلة مرجان، طبيبة نفسية، أن علينا أولا أن نعرف أن الطباع جزء من شخصية الإنسان، حيث تنقسم الشخصية إلى شقين: شق وراثي وبيئي واجتماعي: "فالشخصية تأتي نتيجة التعود والمحاولة والخطأ، ووجود نموذج نحتذي به في حياتنا، ما يجعلنا نقول إن هناك أمورا يمكن تغييرها، وهي العادات غير الأصيلة، وهناك العادات الأصيلة التي هي جزء من الشخصية".
وتعتقد الدكتورة مرجان أن الحب "يزود المرأة بإصرار على النهج في طريق تغيير الزوج أو التلاؤم مع صفاته السلبية التي لا ترضيها. إنه يساعد على الإستمرار في المحاولة، والإيمان بقدرتها على تغييره. فأهم ما على المرأة تذكره في حالة كهذه ألا تضعف أما طباع زوجها، عليها أن تؤمن بأنها هي التي ستغيره وليس العكس، فهي صاحبة التأثير، وهي التي سيتفتق ذهنها عن طرق كثيرة لتجعله يترك ما لا يتوافق مع حياتهما الزوجية".
وتقف الدكتورة مرجان على أهم الصفات التي تنتقدها النساء في أزواجهن: "فالبخل عادة متأصلة في الإنسان، ما يجعل المهمة صعبة والمحاولة طويلة، فصاحب هذه الشخصية ينمو على طبيعة البخل من صغره، سواء أكان عن طريق النموذج الذي كان يراه ويراقبه ويتعامل معه، وإما عن طريق التعامل المادي الذي تلقاه من أحد أبويه في كفولته، ففهم منذ ذلك الوقت أن من لا يصرف كثيرا لن يحتاج إلى أحد، بعكس الذي ينفق ماله من دون حساب، فهو بلا شك سيتعرض للمهانة والذل حين سيرى نفسه لا يملك من المال شيئا".
ويأتي الزواج وتدخل المرأة في عراك يومي مع رجل بهذه الطبيعة: "لهذا أنصحها بضرورة الجلوس معه مواجهة المشكلة بدل تجاهلها، فتبدي استعدادها للتقنين والإعتدال وعدم الإسراف، فهي لا تريد الكماليات والقشور، لأنها تعرف أن عليها أن ترتب معه ميزانية، تضع الأبناء وحاجاتهم في قائمة الأولويات".
فمن الصعب القضاء على البخل مع زوج كهذا: "ولكن من المعقول جدا تعديله والتأقلم معه وتغيير مظاهره، حتى لا يصبح مشكلة حياتية يومية تأخذ الزواج إلى طريق مسدود".
وعن الزواج النسونجي، الذي أكدت بعض الآراء أنه زوج لا يتغير، تقول الدكتورة مرجان: "حين تؤمن المرأة بأن زوجها يعاني مشكلة نفسية، ستعرف أنه لا يبصبص على غيرها من باب البصبصة فحسب، فالرجل في هذه الحالة يرى ذاته في نظرات الإعجاب التي يتلقاها من الجنس اللطيف إنها نظرات تؤكد له أنه رجل، ما يجعله في حاجة إليها حتى يعزز مفهومه عن الرجولة والوجود".
في هذه الحالة: "على المرأة أن تشبع احتياجات زوجها، عن طريق تعزيز إحساسه بنفسه، فترفع من قدراته بمدح شكله وملابسه وأدائه الوظيفي، مثنية عليه كحل لتغيير ميوله التي تخلقها حاجة نفسية دفينة".
وفي النهاية ليس أمام المرأة غير الصبر والحكمة: "فهما السبيل إلى تغيير الزوج الذي لا يقبل عملية التغيير بسهولة، إلا إذا جاءت بالتقسيط والحب والتأني في إنتظار النتائج".